علم المراد بظاهره من غير قرينة تقترن اليه ولا دلالة تدلّ على المراد به لوضوحه نحو قوله تعالى (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً) ونحو ذلك ممّا لا يحتاج معرفة المراد منه الى دليل والمتشابه ما لا يعلم المراد بظاهره حتّى يقترن به ما يدلّ على المراد منه لالتباسه نحو قوله تعالى (وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ) فانّه يفارق قوله تعالى (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ) لأن اضلال السّامرى قبيح واضلال الله حسن وهذا معنى قول مجاهد المحكم ما لم يشتبه معانيه والمتشابه ما اشتبهت معانيه وانّما يقع الاشتباه فى امور الدّين كالتّوحيد ونفى التّشبيه والجور ألا ترى انّ قوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) محتمل بحسب اللّغة ان يكون كاستواء الجالس على سريره وان يكون بمعنى القهر والاستيلاء والوجه الاوّل لا يجوز عليه سبحانه انتهى وينطبق عليه ما فى تفسير الصّافى عن العيّاشى عن الصّادق ع انّ المتشابه ما اشتبه على جاهله فانّ الظّواهر ليست معانيها مشتبهة عند العرف وقد دلّت الآية المذكورة من جهة ذمّ الاشخاص الّذين يتبعون المتشابه انّ اتباع المحكم لا ذمّ فيه سيّما بملاحظة ساير الآيات الّتى امرنا الله بالتدبّر فيها والتفكّر وحكم بكونه هدى وشفاء لما فى الصّدور و (هُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) و (شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) وانّه (لا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) من جهته بل يمكن الالتزام بدلالة الآية على وجوب اتباع الظّواهر من جهة انّه جعل المحكمات امّ الكتاب واصله الّذى اليه يرجع المتشابهات على ما فى الصّافى ولا يخفى ان نصوص الكتاب فى غاية القلّة ولا يناسب جعلها امّ الكتاب ومرجعا للمتشابهات وممّا ذكرنا يعرف النظر فيما ذكره السيّد المذكور قدسسره فى موضع من شرح الوافية فى مقام ردّ استدلال المجتهدين بقوله تعالى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ) اه من جهة انّه تعالى ذمّ على اتباع المتشابه دون المحكم ان الآية لا تدلّ على وجوب اتباع المحكم اذ كون بعض الكتاب محكما وكون المحكم امّ الكتاب لا يدلّ على وجوب اتباعه وذمّ اتباع المتشابه يدلّ على عدم ذمّ اتباع المحكم بمفهوم اللّقب وهو فى كمال الضّعف سلّمنا ولكن نقول وجوب الرّجوع اليه ممّا لا نزاع فيه لأحد انّما النّزاع فى كون الظّاهر محكما بالنّسبة الينا وما ثبتت حقيقة شرعيّة ولا غيرها فى المحكم بحيث يدخل الظّاهر فيه قطعا انتهى وكذلك قوله قدسسره فيما نقلنا عنه بانّ الظّاهر ايضا مشتبه فيصدق عليه قوله ع المشتبه ما اشتبه على جاهله وانّا لو سلّمنا الانحصار وانّ الظّاهر غير مشتبه لكن لا نسلّم انّه محكم وقوله تعالى (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ) اه