وأمّا الكلام :
فهو أصل الدين
فيحتاج إلى معرفته باليقين ، والاستدلال على مسائله بالبراهين ، ليعرف المكلّف
وصفاته ، وامتناع القبيح عليه ، ويعرف مبلّغ التكليف وعصمته ، وشرائطه ، وفائدته ،
وحافظه ، وخلفائه ، ويعرف به الأحكام العقلية ، والذوات المتأصلة في الوجود ، فلا
بدّ من ضبطه بالمعرفة التامة ، والاستدلال على جميع مسائله بالأدلة القاطعة ،
ليكون عارفا بطريقه الذي يسلكه ، مطمئنا بصحته ، لئلا يحصل له التردد الحاجب عن
المقصود ، وكلما كانت المعرفة به أتم ، كان المستدل بطرق الاستدلال أعرف ، وأقرب
إلى المقصود ، والمطلوب بالذات.
ويكفي منه مثل
كتاب نهج المسترشدين ، وشرح نظم البراهين ، ومناهج اليقين ، وأمثالها من الكتب الموضوعة في هذا
__________________