أمّا الكتاب :
فالكلام في
دلالته على الأحكام الشرعية ، لأنّه إنما انزل لإهداء المكلفين ، وانقيادهم إلى طاعة الحق سبحانه
، باتباع أوامره ونواهيه فيه ، فهو الدليل القاطع ، والحجة
البالغة ، والمستمسك الأتم ، والطريق الأعظم ، ومنه يعرف اصول الأحكام ، ويستنبط
فروعها ، ويستدل منه بالنص والظاهر ، والمنطوق والفحوى ، والتنبيه والخطاب ، وله
عوارض هي الأمر والنهي ، والخبر الذي في معنى الأمر ، والأمر الذي في معنى الخبر ،
والمحكم والمتشابه ، والنص والظاهر ، والمجمل والمبيّن ، والمشترك والمأوّل ،
والحقيقة والمجاز ، والعام والخاص ، والمطلق والمقيّد ، والناسخ والمنسوخ ، ومنه
ما هو أسباب ، ومنه ما هو خطاب ، وكل هذه العوارض اشتمل عليها آيات الكتاب العزيز
المتعلقة بالفقه ، وكل حقائقها مبيّنة في علم الاصول ، من أراد معرفة معانيها
فليرجع إليه.
وأمّا معرفة كل
واحد من هذه العوارض في الآيات المخصوصة ، وتمييز بعضها عن بعض ، فليرجع المستدل
فيه إلى كتب التفسير الموضوعة لذلك ، أعني كتب خمسمائة الآية المشار إليها فيما تقدم ، فإن له غنية عن كتب التفسير.
وأمّا السنة :
فهي الدليل الثاني
التالي للكتاب ، فما لم نجده من الأحكام في
__________________