وقوله : (فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي) (٩) التي لا تقبل الصلح ، فأصلح النبي صلّى الله عليه بينهم (١).
وقوله : (لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ) (١١).
نزلت فى أن ثابت بن قيس الأنصاري كان ثقيل السمع ، فكان يدنو من النبي صلّى الله عليه ليسمع حديثه ، فجاء بعد ما قضى ركعة من الفجر ، وقد أخذ الناس أماكنهم من رسول الله فجعل (٢) يتخطى ويقول : تفسحوا حتى انتهى إلى رجل دون النبي صلّى الله عليه ، فقال : تفسح ، فقال له الرجل : قد أصبت مكانا فاقعد ، فلما أسفر قال : من الرجل؟ قال : فلان بن فلان ، قال : أنت (٣) ابن هنة لأمّ له ، قد كان يعير بها ؛ فشق على الرجل ، فأنزل الله عزوجل : (لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ) وهى فى قراءة عبد الله فيما أعلم : عسوا أن يكونوا خيرا منهم (٤) ، ولا نساء من نساء عسين أن يكنّ خيرا منهن.
ونزل أيضا فى هذه القصة : [١٨١ / ا](يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً) (١٢) والشعوب أكبر من القبائل ، والقبائل أكبر من الأفخاذ (لتعارفوا) : ليعرف بعضكم بعضا فى النسب (إنّ أكرمكم) مكسورة لم يقع عليها التعارف ، وهى قراءة (٥) عبد الله : لتعارفوا بينكم ، وخيركم عند الله أتقاكم ؛ فقال (٦) ثابت : والله لا أفاخر رجلا فى حسبه أبدا.
وقوله : (وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ) (١١).
لا يعب بعضكم بعضا ، ولا تنابزوا بالألقاب : كان الرجل يقول للرجل من اليهود وقد أسلم : يا يهودى! فنهوا عن ذلك ؛ وقال فيه : (بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ) ومن فتح : أن
__________________
(١ ، ٢ ، ٤) سقط فى ش.
(٣) فى ب آنت.
(٥) فى ب ، ش : وهى فى قراءة.
(٦) فى ش : قال.