قوله : (ثُمَ (١) يَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ) فى براءة ؛ ولو جزم ويعلم ـ جازم كان مصيبا
وقوله : (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ) كبير (٢) الإثم (٣٧).
قرأه يحيى بن وثاب «كبير» (٣) : وفسر عن ابن عباس : أن كبير الإثم هو الشرك ؛ فهذا موافق لمن قرأ : كبير [الإثم] (٤) بالتوحيد ؛ وقرأ العوام : (كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ). فيجعلون كبائر كأنه شىء عام ، وهو فى الأصل واحد ، وكأنى أستحبّ لمن قرأ : كبائر أن يخفض الفواحش ؛ لتكون الكبائر مضافة إلى مجموع إذ كانت جمعا ؛ قال : وما سمعت أحدا من القراء خفض الفواحش.
وقوله (٥) : (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) (٣٩).
نزلت خاصة فى أبى بكر الصديق (رحمهالله (٦)) ، وذلك : أن رجلا من الأنصار وقع به عند رسول الله فسبّه ، فلم يردد عليه أبو بكر ؛ ولم ينه رسول الله صلى الله عليه الأنصاري ؛ فأقبل عليه أبو بكر فرد عليه ، فقام النبي ـ صلى الله عليه ـ كالمغضب واتبعه أبو بكر فقال : يا رسول الله ، ما صنعت بي أشدّ علىّ مما صنع بي : سبنى فلم تنهه ، ورددت عليه فقمت كالمغضب ، فقال النبي ـ صلى الله عليه ـ : كان الملك يرد عليه إذا سكتّ ، فلما رددت عليه رجع الملك ، فوثبت معه ؛ فنزلت هذه الآية. وفسرها شريك عن الأعمش عن إبراهيم فى قوله : (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) ، قالوا (٧) : كانوا يكرهون أن بذلوا أنفسهم للفساق فيجترئوا عليهم.
وقوله : (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ) [١٦٨ / ب](فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) (٤١) نزلت أيضا فى أبى بكر.
وقوله : (يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ) (٤٥).
__________________
(١) فى ب ، ش ويتوب ، وهو خطأ ، والآية فى سورة التوبة : ٢٧.
(٢) فى ش كبائر.
(٣) اختلف فى «كبير الإثم» هنا ، وفى النجم ، فحمزة والكسائي وخلف «كبير» بكسر الباء بلا ألف ولا همز بوزن قدير ، والباقون بفتح الباء ، وألف بعدها ثم همزة مكسورة فيما جمع كبيرة (الإتحاف ٣٨٤).
(٤) زيادة من ب.
(٥) سقط فى ب ، ح ، ش.
(٦) فى ب رحمة الله عليه.
(٧) فى ب ، ش قال.