الطامع والطمع ، والباخل والبخل. وقد فرق بعض المفسرين بينهما ، فقال : (النخرة) : البالية ، و (الناخرة) : العظم المجوف الذي تمر فيه الريح فينخر.
وقوله عزوجل : (الْحافِرَةِ) (١٠).
يقال : إلى أمرنا الأول إلى الحياة ، والعرب تقول : أتيت فلانا ثم رجعت على حافرتى ، أي رجعت إلى حيث جئت. ومن ذلك قول العرب : النقد عند الحافرة (١). معناه : إذا قال : قد بعتك رجعت عليه بالثمن ، وهما فى المعنى واحد. وبعضهم : النقد عند الحافر. قال : وسألت عنه بعض العرب ، فقال : النقد عند الحافر ، يريد : عند حافر الفرس ، وكأن هذا المثل جرى فى الخيل.
وقال بعضهم : الحافرة الأرض التي تحفر فيها قبورهم فسماها : الحافرة. والمعنى : المحفورة. كما قيل : ماء دافق ، يريد : مدفوق.
وقوله عزوجل : (فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) (١٤).
وهو وجه الأرض ، كأنها سميت بهذا الاسم ، لأن فيها الحيوان : نومهم ، وسهرهم [حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد (٢)] قال : حدثنا الفراء ، قال : حدثنى حبّان بن على عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس أنه قال : (الساهرة) : الأرض ، وأنشد :
ففيها لحم ساهرة وبحر |
|
وما فاهوا به لهم مقيم (٣) |
وقوله عزوجل : (طُوىً) (١٦).
هو واد بين المدينة ومصر (٤) ، فمن أجراه قال : هو ذكر سمينا به ذكرا ، فهذا سبيل ما يجرى (٥) ، ومن لم يجره جعله معدولا [١٢٥ / ا] عن جهته. كما قال : رأيت عمر ، وذفر ، ومضر لم تصرف
__________________
(١) قيل : كانوا لنفاسة الفرس عندهم ، ونفاستهم بها ـ لا يبيعونها إلّا ، بالنقد ، فقالوا : النقد عند الحافر ، أي عند بيع ذات الحافر ، ومن قال : عند الحافرة ... فاعلة من الحفر ؛ لأن الفرس بشدة دوسها تحفر الأرض (انظر اللسان مادة حفر ، والأمثال للميدانى : ٢ : ٢٦٤).
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.
(٣) البيت لأمية بن أبى الصلت.
والرواية فى كل من : القرطبي ، ١٩ ١٩٧ ، والبحر المحيط ٨ / ٤١٧ : وفيها مكان ففيها ، وصدر البيت فى الديوان : ٥٤ وفرائد القلائد : ١٣٢ فلا لغو ولا تأثيم فيها.
(٤) فى معجم البلدان : هو موضع بالشام عند الطور.
(٥) كذا فى النسخ ، وسياق الكلام يوجب (من).