واللام ، فإذا لم تأت بهما جعلوا هو قبلها (١) اسما ليست بعماد إذ لم يعمد الفعل بالألف واللام قال الشاعر :
أجدّك لن تزال نجىّ همّ |
|
تبيت الليل أنت له ضجيع |
وقوله : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ) [٧] العرب تدغم اللام عند النون إذا سكنت اللام وتحركت النون. وذلك أنها قريبة المخرج منها. وهى كثيرة فى القراءة. ولا يقولون ذلك فى لام قد تتحرّك فى حال ؛ مثل ادخل وقل ؛ لأن (قل) قد كان يرفع (٢) وينصب ويدخل عليه الجزم ، وهل وبل وأجل مجزومات أبدا ، فشبّهن إذا أدغمن بقوله (النار) إذا أدغمت اللام من النار فى النون منها. وكذلك قوله (فَهَلْ تَرى (٣) لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ) تدغم اللام عند التاء من بل وهل وأجل. ولا تدغم فى اللام التي قد تتحرّك فى حال. وإظهارهما (٤) جائز ؛ لأن اللام ليست بموصولة بما بعدها ؛ كاتّصال اللام من النار وأشباه ذلك. وإنما صرت أختار (هل (٥) تستطيع) و (بَلْ (٦) نَظُنُّكُمْ) فأظهر ؛ لأنّ القراءة من المولّدين مصنوعة لم يأخذوها بطباع الأعراب ، إنما أخذوها بالصنعة. فالأعرابىّ ذلك جائز له لما يجرى على لسانه من خفيف الكلام وثقيله. ولو اقتست فى القراءة على ما يخفّ على ألسن العرب فيخففون أو يدغمون (٧) لخفّفت قوله (قُلْ أَيُ (٨) شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً) فقلت : أيش أكبر شهادة ، وهو كلام العرب. فليس القراءة على ذلك ، إنما القراءة على الإشباع والتمكين ؛ ولأن الحرف ليس بمتّصل مثل الألف واللام : ألا ترى أنك لا تقف على الألف
__________________
(١) كذا. والمناسب : «قبلهما» والعذر ما علمت.
(٢) يريد أن متصرفات مادة قل من الفعل ومنها المضارع ، فهو يرفع وينصب ويجزم.
(٣) الآية ٨ سورة الحاقة.
(٤) أي إظهار اللام والتاء.
(٥) الآية ١١٢ سورة المائدة. والقراءة بالتاء للكسائى. وقراءة غيره بالياء.
(٦) الآية ٢٧ سورة هود
(٧) فى ا عكس هذا الترتيب فى الذكر.
(٨) الآية ١٩ سورة الأنعام.