وقوله : (وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ
الْأَحْزابَ) [٢٢] صدّقوا فقالوا (هذا ما وَعَدَنَا
اللهُ وَرَسُولُهُ) كان النبي عليهالسلام قد أخبرهم بمسيرهم إليهم فذلك قوله (وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً
وَتَسْلِيماً) ولو كانت : وما زادوهم يريد الأحزاب.
وقوله : (وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً) أي ما زادهم النظر / ١٤٨ ا إلى الأحزاب إلّا إيمانا.
وقال فى سورة
أخرى : (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالاً) ولو كانت : ما زادكم إلا خبالا كان صوابا ، يريد : ما
زادكم خروجهم إلّا خبالا. وهذا من سعة العربيّة التي تسمع بها.
وقوله : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما
عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) [٢٣] رفع الرجال ب (من) (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى
نَحْبَهُ) : أجله. وهذا فى حمزة وأصحابه.
وقوله : (وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِغَيْظِهِمْ) [٢٥] وقد كانوا طمعوا أن يصطلموا المسلمين لكثرتهم ،
فسلّط الله عليهم ريحا باردة ، فمنعت أحدهم من أن يلجم دابّته. وجالت الخيل فى
العسكر ، وتقطعت أطنابهم فهزمهم الله بغير قتال ، وضربتهم الملائكة.
فذلك قوله : (إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا
عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها) يعنى الملائكة.
وقوله : (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ
أَهْلِ الْكِتابِ) [٢٦] هؤلاء بنو قريظة. كانوا يهودا ، وكانوا قد آزروا
أهل مكّة على النبىّ عليهالسلام. وهى فى قراءة عبد الله (آزروهم) مكان (ظاهَرُوهُمْ) (مِنْ صَياصِيهِمْ) : من حصونهم. وواحدتها صيصية وهى طرف القرن والجبل. وصيصية غير مهموز.
__________________