قائمة الکتاب
إعدادات
معاني القرآن [ ج ٢ ]
معاني القرآن [ ج ٢ ]
المؤلف :أبي زكريا يحيى بن زياد الفرّاء
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :الهيئة المصريّة العامّة للكتاب
الصفحات :425
تحمیل
أبو عبد الرحمن السلمىّ (يبلس المجرمون) بفتح اللام. والأولى أجود. قال الشاعر (١) :
يا صاح هل تعرف رسما مكرسا |
|
قال نعم أعرفه وأبلسا |
وقوله : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ) [١٧] يقول : فصلّوا الله (حِينَ تُمْسُونَ) وهى المغرب (٢) والعشاء (وَحِينَ تُصْبِحُونَ) صلاة الفجر (وَعَشِيًّا) صلاة العصر (وَحِينَ تُظْهِرُونَ) صلاة الظهر.
وقوله : (لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ) [٢٢] يريد العالم من الجنّ والإنس ومن (٣) قرأها (لِلْعالِمِينَ) فهو وجه جيّد ؛ لأنه قد قال (لَآياتٍ (٤) لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) و (لَآياتٍ (٥) لِأُولِي الْأَلْبابِ).
وقوله : (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً) [٢٤].
وقبل ذلك وبعده (أن أن) وكلّ صواب. فمن أظهر (أن) فهى فى موضع اسم مرفوع ؛ كما قال (وَمِنْ آياتِهِ (٦) مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ) فإذا حذفت (أن) جعلت (من) مؤدّية عن اسم متروك يكون الفعل صلة له ؛ كقول الشاعر (٧) :
وما الدهر إلّا تارتان فمنهما |
|
أموت وأخرى أبتغى العيش أكدح |
١٤٤ ب / كأنه أراد : فمنهما ساعة أموتها ، وساعة أعيشها. وكذلك من آياته آية للبرق (٨) وآية لكذا. وإن شئت : يريكم من آياته البرق فلا تضمر (أن) ولا غيره.
وقوله : (أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ) [٢٥] يقول : أن تدوما قائمتين بأمره بغير عمد.
وقوله : (وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) [٢٧] حدّثنا أبو العبّاس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفرّاء قال : حدّث الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد أنه قال : الإنشاءة أهون عليه من الابتداء. قال أبو زكريّاء :
__________________
(١) هو العجاج. والمكرس : الذي صار فيه الكرس ، وهو الأبوال والأبعار
(٢) ش ، ب : «من المغرب»
(٣) هو حفص.
(٤) هذا يتكرر فى القرآن وجاء فى هذه السورة فى الآيتين ٢٤ ، ٢٨
(٥) الآية ١٩٠ سورة آل عمران.
(٦) الآية ٢٣ من هذه السورة.
(٧) هو ابن مقبل. وانظر كتاب سيبويه ١ / ٣٧٦.
(٨) يريد أن الأصل : من آياته آية يريكم فيها البرق.