الأغبارها هنا بقايا اللبن فى ضروع الإبل وغيرها ، واحدها غبر. قال وأنشدنى بعض بنى أسد وهو أبو القمقام :
تذبّ منها كلّ حيزبون |
|
مانعة لغبرها زبون (١) |
وقوله : (وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ) [١٨٤] قرأها عاصم والأعمش بكسر الجيم وتشديد اللام ، ورفعها آخرون. واللام مشدّدة فى القولين : (وَالْجِبِلَّةَ).
وقوله : (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ) [١٩٧] يقول : يعلمون علم محمد صلىاللهعليهوسلم أنه نبىّ فى كتابهم. (الآية) منصوبة و (أن) فى موضع رفع. ولو قلت : أو لم تكن لهم آية) بالرّفع (٢) (أن يعلمه) تجعل (أن) فى موضع نصب لجاز ذلك.
وقوله : (وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ) [١٩٨] الأعجم فى لسانه. والأعجمىّ المنسوب إلى أصله إلى العجم وإن كان فصيحا. ومن قال : أعجم قال للمرأة عجماء إذا لم تحسن العربيّة ويجوز أن تقول عجمىّ تريد أعجمىّ تنسبه إلى أصله.
وقوله : (كَذلِكَ سَلَكْناهُ) [٢٠٠] يقول : سلكنا التكذيب فى قلوب المجرمين كى لا يؤمنوا به (حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ) وإن كان موقع كى فى مثل هذا (لا) وأن جميعا صلح الجزم فى (لا) والرفع. والعرب تقول : ربطت الفرس لا يتفلّت جزما ورفعا. وأوثقت العبد لا يفرر (٣) جزما ورفعا. وإنما جزم لأن تأويله إن لم أربطه فرّ فجزم على التأويل. أنشدنى بعض بنى عقيل :
وحتى رأينا أحسن الفعل بيننا |
|
مساكتة لا يقرف الشرّ قارف (٤) |
__________________
(١) «يذب» فى اللسان «يذهب» : (حزبن) والحيزبون الناقة الشهمة الحديدة. وفسرت هنا بالسيئة الخلق. والزبون : التي تضرب برجلها عند الحلب.
(٢) هذه قراءة ابن عامر.
(٣) هذا لا يأتى إلا على الجزم حيث فك التضعيف. والأولى : «يفر» ليجرى فيه الرفع.
(٤) يقال : اقترف الشر :؟؟؟.