وقوله : وجعل فيها سرجا [٦١] قراءة العوام (سِراجاً) (١) حدّثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا [الفرّاء] قال حدّثنى هشيم عن مغيرة (٢) عن إبراهيم أنه قرأ (سرجا). وكذلك قراءة أصحاب عبد الله فمن قرأ (سراجا) ذهب إلى الشمس وهو وجه حسن ؛ لأنه قد قال (وَجَعَلَ (٣) الشَّمْسَ سِراجاً) ومن قال (سرجا) ذهب إلى المصابيح إذ كانت يهتدى بها ، جعلها كالسرج والمصباح كالسراج (٤) فى كلام العرب ١٣٢ ا وقد قال الله (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) (٥) وقوله : (جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً) [٦٢] يذهب هذا ويجىء هذا ، وقال زهير فى ذلك :
بها العين والآرام يمشين خلفة |
|
وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم (٦) |
فمعنى قول زهير : خلفة : مختلفتات فى أنها ضربان فى ألوانها وهيئتها ، وتكون خلفة فى مشيتها. وقد ذكر أن قوله (خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ) أي من فاته عمل من الليل استدركه بالنهار فجعل هذا خلفا من هذا.
وقوله : (لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ) وهى فى قراءة أبىّ (يتذكّر) حجّة لمن شدّد وقراءة أصحاب عبد الله وحمزة وكثير من الناس (لمن أراد أن يذكر) بالتخفيف ، ويذكر ويتذكر يأتيان بمعنى واحد ، وفى قراءتنا (وَاذْكُرُوا (٧) ما فِيهِ) وفى حرف عبد الله (وتذكّروا ما فيه).
وقوله : (عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) [٦٣] حدّثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدّثنى
__________________
(١) قرأ حمزة والكسائي وخلف (سرجا) بضم السين والراء وافقهم الأعمش. وقرأ الباقون (سراجا).
(٢) ا : «المغيرة»
(٣) الآية ١٦ سورة نوح
(٤) ا : «السراج»
(٥) الآية ٣٥ سورة النور.
(٦) هذا البيت من معلقته. وقوله : «بها» أي بديار من يتغزل بها ، والعين : البقر واحدها أعين وعيناء أطلق عليها هذا لسعة عيونها ، والآرام : الظباء الخوالص البياض ، والأطلاء الصغار من البقر والظباء ، والمجثم ما تربض فيه وترقد.
(٧) الآية ٦٣ سورة البقرة.