وقوله : (إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) استهزاء منهم به.
وقوله : (لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي) [٨٩].
يقول : لا تحملنكم عداوتى أن يصيبكم. وقد يكون : لا يكسبنكم. وقوله : (وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) يقول : إنما هلكوا بالأمس قريبا. ويقال : إن دارهم منكم قريبة وقريب.
وقوله : (أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا) [٩٢] : رميتم بأمر الله وراء ظهوركم ؛ كما تقول : تعظّمون أمر رهطى وتتركون أن تعظّموا الله وتخافوه.
وقوله : (مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ) [٩٣] (من) فى موضع رفع إذا جعلتها استفهاما. ترفعها بعائد ذكرها. وكذلك قوله (وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ) وإنما أدخلت العرب (هو) فى قوله (وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ) لأنهم لا يقولون : من قائم ولا من قاعد ، إنما كلامهم : من يقوم ومن قام أو من القائم ، فلمّا لم يقولوه لمعرفة أو لفعل أو يفعل أدخلوا هو مع قائم ليكونا جميعا فى مقام فعل ويفعل ؛ لأنهما يقومان مقام اثنين. وقد يجوز فى الشعر وأشباهه من قائم قال الشاعر (١) :
من شارب مربح بالكأس نادمنى |
|
لا بالحصور ولا فيها بسوّار |
وربما تهيّبت العرب أن يستقبلوا من بنكرة فيخفضونها فيقولون : من رجل يتصدّق فيخفضونه على تأويل : هل من رجل يتصدّق. وقد أنشدونا هذا البيت خفضا ورفعا :
من رسول إلى الثريّا ثأنى |
|
ضقت ذرعا بهجرها والكتاب (٢) |
__________________
(١) هو الأخطل. والحصور : البخيل الممسك. والسوار : الذي تسور الخمرة فى رأسه سريعا فهو يعربد ويثب على من يشاربه. ويروى : «وشارب». ويروى : «بسآر» والسآر : الذي يسئر فى الشراب أي يبقى منه
(٢) من أبيات لعمر بن أبى ربيعة وانظر الديوان ٤٣٠