وقوله : (أَيُّ الْحِزْبَيْنِ) فيقال : إنّ طائفتين من المسلمين فى دهر أصحاب الكهف
اختلفوا فى عددهم. ويقال : اختلف الكفّار والمسلمون. وأما (أَحْصى) فيقال : أصوب : أي أيّهم قال بالصواب.
وقوله : (أَمَداً) الأمد يكون نصبه على جهتين إن شئت جعلته خرج من (أَحْصى) مفسّرا ، كما تقول : أيّ الحزبين أصوب قولا وإن شئت
أوقعت عليه اللباث : للباثهم أمدا.
وقوله : (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما
يَعْبُدُونَ) [١٦] يعنى أصحاب الكهف فقال : وإذ اعتزلتم جميع ما يعبدون من الآلهة إلّا
الله. و (ما) فى موضع نصب. وذلك أنهم كانوا يشركون بالله ، فقال : اعتزلتم الأصنام
ولم تعتزلوا الله تبارك وتعالى ولا عبادته : وقوله : (فَأْوُوا إِلَى
الْكَهْفِ) جواب لإذ كما تقول : إذ فعلت ما فعلت فتب.
وقوله : (مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً) كسر الميم الأعمش والحسن ، ونصبها أهل المدينة وعاصم. فكأنّ الذين فتحوا الميم
وكسروا الفاء أرادوا أن يفرقوا بين المرفق من الأمر والمرفق من الإنسان وأكثر
العرب على كسر الميم من الأمر ومن الإنسان. والعرب أيضا تفتح الميم من مرفق
الإنسان. لغتان فيهما.
وقوله (تَزاوَرُ) [١٧] وقرئت (تزاور) وتريد (تتزاور) فتدغم التاء عند الزاى. وقرأ بعضهم (تزورّ)
وبعضهم (تزوارّ) مثل تحمرّ وتحمارّ. والازورار فى هذا الموضع أنها كانت تطلع
__________________