وقوله : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) [١٢٦] (نزلت فى حمزة (١)) لمّا مثّل المشركون بحمزة يوم أحد فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : لأمثّلنّ بسبعين شيخا من قريش فأنزل الله عزوجل (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) ثم أمره بالصبر فقال (وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) ثم أمره بالصبر عزما فقال :
(وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ) [١٢٧].
وقوله (وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) فالضّيق ما ضاق عنه صدرك ، والضّيق ما يكون فى الذي يتّسع ؛ مثل الدار والثوب وأشباه ذلك وإذا رأيت الضّيق وقع فى موقع الضّيق كان على وجهين : أحدهما أن يكون جمعا واحدته ضيقة كما قال (٢) :
كشف الضيقة عنا وفسح
والوجه الآخر أن يراد به شىء ضيّق فيكون مخففا ، وأصله التشديد مثل هين ولين تريد هيّن ليّن.
سورة بنى إسرائيل
ومن سورة بنى إسرائيل
قوله : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ). الحرم كلّه مسجد ، يعنى مكّة وحرمها (إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) : بيت المقدس (الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ) بالثمار والأنهار.
وقوله : (لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا) يعنى النبىّ صلىاللهعليهوسلم حين أسرى به ليريه تلك الليلة العجائب. وأرى الأنبياء حتّى وصفهم لأهل مكّة ، فقالوا : فإنّ لنا إبلا فى طريق الشام فأخبرنا
__________________
(١) هذه الجملة فى ا ، ش ، ب بعد «يوم أحد» والمناسب وضعها حيث وضعت
(٢) هو الأعشى. وصدره :
فلئن ربك من رحمته