ولم يك تفسير الطبري المصدر الوحيد لنقل آراء الطبري من قبل الوزير المغربي في تفسير المصابيح ، وإنّ أسماء وروايات الصحابة والتابعين المأخوذة عن تفسير الطبري قد وردت في مواطن مختلفة من تفسير المصابيح(١). وإنّ هذه الطريقة الإبداعية في التفسير الشيعي قد أخذت طريقها بعد عدّة عقود إلى تفسير التبيان على يد الشيخ الطوسي على نحو أوسع شموليةً ، فكراراً ما ذُكر أسماء الكثير من الصحابة والتابعين وأقوالهم ، وفي بعض الأحيان جيء بأسماء أئمّة الشيعة إلى جانب أسماء الصحابة والتابعين ، وإنّ عدد ومقدار هذه النقولات في المصابيح وبطريق أولى في التبيان ـ سواء كانت مع أسماء الصحابة والتابعين أم بدونها ـ قد بلغت من الكثرة حدّاً بحيث لا يسع المقام لذلك ولا يمكن استقراءها هنا.
وقد بيّن الوزير المغربي كثيراً من أقوال الصحابة والتابعين بصيغة الفعل المجهول : (قيل) ، على سبيل المثال فإنّه في تفسير كلمة (مُتَشَابِهَاً) من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) عائشة ٧ مرّات ، ابن مسعود ٨ مرّات ، أبو هريرة مرّتين ، أبو بكر ٨ مرّات ، عبد الله بن عمر بن العاص مرّتين ، عبد الله بن عمر ٥ مرّات ، جابر بن عبد الله مرّتين ، ابن عبّاس ٦٢ مرّة ، الحسن البصري ٨٥ مرّة ، مجاهد ٣٣ مرّة ، قتادة ٢٥ مرّة ، عكرمة ٩ مرّات ، الضحّاك ٧ مرّات ، سعيد بن جبير ٥ مرّات ، السدّي ٧ مرّات ، عطاء بن أبي رباح ٦ مرّات ، والشعبي ٤ مرّات ، فقد وردت أسماء هؤلاء الرواة مع رواياتهم التفسيرية في تفسير المصابيح ، وكما يبدو بالترتيب فإنّ الحسن البصري ، ابن عبّاس ، مجاهد ، وقتادة همّ أكثر الرواة الذين نقل عنهم الوزير المغربي في تفسيره نقلا من تفسير الطبري.