ومن العلماء من قال بالتفصيل ، حيث يفرّق بين مصنّفات ابن أبي جمهور الحديثيّة وبين مصنّفاته الكلاميّة ، ومن أولئك الأعلام الشيخ عبد الله ابن صالح السماهيجي البحراني (ت ١١٣٥ هـ) فقد ضعّفه في الحديث وقوّاه في الكلام ، قال في إجازته للشيخ ناصر الجارودي القطيفي الخطّي : «وكان هذا الشيخ عالماً فاضلاً خصوصاً في علم الكلام ، وله تصانيفٌ ؛ منها : كتاب عوالي اللآلي في علم الحديث ، وهو كتاب غير معتبر عند أصحاب الحديث ؛ لأنّه جمع فيه بين الغثّ والسمين ، ومزج فيه أحاديث عامّيّة بأحاديث الإماميّة ، وهو يدلّ على عدم فضله في علم الحديث ، ومنها : كتاب المجلي ، ومنها : كتاب زاد المسافرين وشرحه ، وهو يدلّ على فضله ومهارته في علم الكلام»(١).
هذا وقد أشار أكثر الأعلام إلى جانب واحد في مرويّاته في الحديث وهو نقله من كتب المخالفين ، ولم يذكروا مرويّاته التي انفرد بها ولا أثر لها حتّى في كتب العامّة ، أو الروايات الشيعيّة التي انفرد بها ولا أثر لها في كتب من سبقه من علماء الإمامية ، أو دمجه بين أخبار الإمامية وأخبار غيرهم ، أو نسبة الخبر إلى غير راويه. نعم ، لقد التفت المحدّث الشيخ يوسف البحراني (ت ١١٨٦ هـ) في موضع واحد إلى الخطاء في نسبة الخبر ، فهو رحمهالله أورد خبراً تفرّد ابن أبي جمهور بذكره في كتاب العوالي عن العلاّمة مرفوعاً عن زرارة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) إجازات علماء البحرين لمحمّد عيسى آل مكباس : ١٥٨.