وبروز أفكار جديدة تنادى بالمساواة بين الدول ، وحق الشعوب فى تقرير مصيرها
، وإلغاء الهيمنة الاستعمارية وخلق جهاز دولى جديد كالأمم المتحدة ، يحاول طبقا
لمجهوداته حفظ الأمن والسلام ، والمساواة بين الشعوب ، ومنها تطور طرق البحوث
العلمية في مجال العلوم الإنسانية .
إننا نرى أن
الهدف العلمى الخالص ينبع من ذاتية المستشرق وأمانته العلمية ، أما أى شىء آخر
فيأتى كعامل مساعد وإن لم يوجد فعلى الباحث ـ المستشرق ـ التخلى عن الموضوع.
وإذا كان صحيحا
ما ذهب إليه الدكتور ساسى فإلى أين سيتجه الاستشراق أو هذه الفئة المتجردة للعلم
من المستشرقين بعد انحسار دور الأمم المتحدة وتخاذلها أمام ما يسمى بالنظام الدولى
الجديد؟ ومعروف أنه محاولة أمريكية أوروبية للسيطرة والهيمنة بشكل أو بآخر؟
إن إعجاب البعض
منا بتوجهات هؤلاء المستشرقين العلمية لا يجب أن يحول «دون مناقشتهم في آراء لهم
غير سديدة قال بها من قال ذهابا مع أهواء النفس الكثيرة» .
وأخيرا ، إذا
أراد الاستشراق أن يلعب دورا فعالا في ميادين العلوم ، وخاصة العلوم الإنسانية ، فعليه
أن يدرك ، وقد آن الأوان لذلك ، أن قيمة دراساته لا تعتمد على ما فيها من مشاحنات
وانفعالات ، بل على ما فيها من صدق ، وإخلاص ومنهجية موضوعية .
يجمع الاستشراق
وحدة الهدف الذى يتمثل في معرفة الآخر ، أى معرفة الشرق عامة والشرق الإسلامى خاصة
، ومعرفة الشرق أو الشرقيين لا حذر منها ، ولكنهم سعوا إليها ويسعون بغرض فهم
شعوبه أكثر ، ليتسنى لهم السيطرة والسيادة عليه ـ بأساليب غير الاحتلال المباشر وذلك بإضعاف
مثل الإسلام وقيمه العليا من جانب ، وإثبات تفوق المثل الغربية وعظمتها من جانب
آخر ، وإظهار أى دعوة للتمسك بالإسلام بمظهر الرجعية والتأخر .
__________________