جيش منهزم في اللحظة التى بدأ فيها الصراع الفكرى يحتدم بين المجتمع
الإسلامى والغرب ، فأصبح هذا القبيل من المثقفين يبحث عن نجاته في التزيى بالزى
الغربى ، وينتحل في أذواقه وسلوكه» .
هل هذا من
تخطيط الاستشراق كقوة مفكرة ، قائدة لقوى الاستعمار ، بحيث يأتى التفجير ـ فيما
يظنون ـ من داخلنا؟ هل خلق تلاميذ للاستشراق من أهل الشرق ـ أعنى الشرق الإسلامى ـ
يعد طورا من أطوار الاستشراق ذاته ، طالما أنهم يحققون أهدافه؟
وسواء حسنت نية
التلاميذ أو كانت سيئة ، فما زال «المستشرقون يجدون من يفتح لهم أذرعتهم من
الباحثين الذين هم امتداد الاستشراق في بلادهم ، والذين وقعوا ضحية مناهجهم والذين
لم يبلغوا بعد درجة الوعى القومى ، والذين ما زالوا يسلكون (بعقدة الخواجة) أو
الذين تربطهم بالاستشراق الغربى مصالح مشتركة من مناصب أو درجات أو دعوات أو
مؤتمرات» .
وطالما أن
هؤلاء امتداد للاستشراق ألا يعدون مستشرقين حتى وإن كانوا عربا أو شرقيين؟
لقد اعتبر نجيب
العفيفى ـ وهو شرقى / عربى ـ نفسه مستشرقا ، فيقول في كتابه «المستشرقون» : «..
إننا في دراستنا لا نسعى إلى نوايا جانبية غير صافية ، بل نسعى إلى البحث عن
الحقيقة الخالصة» فهو ينسب نفسه للمستشرقين ، فضلا عن أنه يتكلم عن
المدرسة المارونية ضمن مدارس الاستشراق ، ويجعل نفسه واحدا من رجالها .
وإذا كان
الاستشراق يمثل خطرا على الإسلام ، فلقد ظهر «علماء مسلمون فى الشرق والغرب هم
أعظم خطرا من المستشرقين إذا ما عد هؤلاء من تلاميذ المستشرقين» .
ننتهى من هذه
الإشارات إلى أن الاستشراق قوة : سياسية وعقائدية ، واجتماعية ،
__________________