عن التوحيد في التوراة والإنجيل ، فيسوقون نتفا من هنا وأخرى من هناك ، أما
تشبيه الله ـ جل وعلا وتجسيده ، ورميه بالتعب والنصب ، والجهل والندم وعجزه أمام
نبى من أنبيائه ، وتحريضه موسى وبنى إسرائيل على الكذب والنفاق والسرقة ، كل هذا
يسقطونه أو يتجاهلونه ، وهم بذلك أمام أمرين كلاهما مرّ : إمّا أنهم يعتبرون هذا
توحيدا أو أنهم يظنون المسلمين جهلة أغبياء.
١ ـ جاء في سفر
الخروج : «فقال الرب لموسى : انظر قد جعلتك إلها لفرعون وهارون اخوك يكون نبيا»
النص ينسب إلى
الله جل وعلا ـ أنه أشرك موسى معه في الألوهية.
٢ ـ ويبدو أن
إلصاق النبوة لله تعالى ليس من صنع بولس وإنما أخذها من أحبار اليهود كتاب
التوراة. جاء في نفس السفر أن الله جل وعلا قال : «إن إسرائيل ابني البكر» أى أنهم اعتقدوا بوجود ابن لله ، فهل هذا من التوحيد؟
٣ ـ نسب كاتب
سفر التكوين إلى الله القصور عن الإدراك ، والجهل ـ فليس هو علام للغيوب ـ والندم
والحزن. يقول : «ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض ، وأن كل تصور أفكار قلبه
إنما هو شرير كل يوم. فحزن الرب أنه عمل الإنسان وتأسف في قلبه»
الله جل وعلا ـ
لم يكن يعرف ان شر البشر سيكثر ، فندم على خلقهم بعد أن رأى شرورهم (!)
٤ ـ أما كاتب (يونان)
فيقول : «فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذى تكلم
أن يصنعه بهم فلم يصنعه»
وجاء في سفر
صموئيل الأول : «وكان كلام الرب إلى صموئيل قائلا : ندمت على أنى جعلت شاول ملكا.
لأنه رجع من ورائى ، ولم يقم كلامى»
٥ ـ وجاء في
سفر الخروج ، أن الرب غضب غضبا شديدا وقال لموسى : «رأيت هذا الشعب وإذا هو شعب
صلب الرقبة ، فالآن اتركنى ليحمى غضبى وأفنيهم.
فتضرع موسى
أمام الرب إلهه وقال : .. يتكلم المصريون قائلين : أخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال
... ارجع عن حمو غضبك واندم على الشر بشعبك ... فندم
__________________