قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الذّريعة إلى تصانيف الشّيعة [ ج ٣ ]

    380/491
    *

    فالاستقصات كما أن اسمه اليوناني الأسطروشيا ، وأن حكماء اليونان كانوا يسمونهب « كتاب الأركان » وقيل إن أقليدس اسم يوناني للكتاب وهو مركب من ( أقلي ) بمعنى المفتاح و ( دس ) بمعنى المقدار أو الهندسة فالمركب بمعنى مفتاح المقدار أو مفتاح الهندسة ، والهندسة هو العلم الباحث فيه عن عوارض الكم من حيث إنه كم ومراتب تعليم هذا العلم ثلاثة الأولى والوسطى والأعلى والكتب المدونة فيه دونت على حسب تلك المراتب التعليمية فيبتدأ في تعليمه بهندسة أقليدس ولذا يقال لها أصول الهندسة ، ثم يشرع المتعلم في الأكرات والأسطوانة والمعطيات ولذا يقال لكتبها المتوسطات ، ثم يشتغل بالمجسطي لبطلميوس وهو الهندسة العليا فيه براهين علم الهيئة واستخراج الجيوب والسهام والأوتار والزوايا وآلات الرصد ونتيجته وأوساط الكواكب وتعديلاتها

    لم يكن أقليدس واضع علم الهندسة كما نسب القول به إلى المولى حسين الكاشفى بل انما هو أول من دون المقالات الثلاث عشرة التي استخرجها من كتب السابقين عليه من الحكماء وبعده وصلت المقالتان إليها وصارت خمس عشرة مقالة ، فهو أول كتاب ألف في الهندسة وما ألف بعده فهو عيال عليه ومغترف منه كما حكى تفاصيل ذلك الأندلسي في طبقات الأمم والقفطي في تاريخ الحكماء كلاهما نقلا عن فيلسوف العرب يعقوب بن إسحاق الكندي المتوفى سنة ٢٦٠ وكان الكتاب يونانيا فنقله إلى العربية الحجاج بن يوسف بن مطر الكوفي أولا في زمن هارون الرشيد ، فقيل له الهاروني ونقله ثانيا في زمن المأمون ، فقيل له المأموني ، ثم نقله إسحاق بن حنين بن إسحاق العبادي الذي توفي سنة ٢٩٨ وتوفي والده حنين سنة ٢٦٠ ، وأصلحه ثابت بن قرة الحراني المتوفى سنة ٢٨٨ ، ثم حرره سلطان المحققين خواجه