وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا (٧٦) أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٧٨) كَلاَّ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا (٧٩) وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً (٨٠) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١)
____________________________________
(٧٦) (وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً) يزيدهم في يقينهم ورشدهم (وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ) الأعمال الصّالحة (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً) ممّا يملك الكفّار من المال (وَخَيْرٌ مَرَدًّا) أي : في المردّ ، وهو الآخرة.
(٧٧) (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا) يعني : العاص بن وائل (١)(وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) وذلك أنّ خبّابا اقتضى دينا له عليه ، فقال : ألستم تزعمون أنّ في الجنّة ذهبا وفضّة؟ ولئن كان ما تقولون حقّا فإنّي لأفضل نصيبا منك ، فأخّرني حتى أقضيك في الجنّة ، استهزاء ، فذلك قوله : (لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) يعني : في الجنّة ، فقال الله تعالى :
(٧٨) (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ) أعلم علم الغيب حتى عرف أنّه في الجنّة (أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) أم قال : لا إله إلّا الله حتى يستحقّ دخول الجنّة؟
(٧٩) (كَلَّا) ليس الأمر كما يقول : (سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ) سيحفظ عليه ما يقول من الكفر والاستهزاء لنجازيه به (وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا) نزيده عذابا فوق العذاب.
(٨٠) (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ) من أنّ في الجنّة ذهبا وفضة ، فنجعله لغيره من المسلمين (وَيَأْتِينا فَرْداً) خاليا من ماله وولده وخدمه.
(٨١) (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ) يعني : أهل مكّة (آلِهَةً) وهي الأصنام (لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) أعوانا يمنعونهم مني.
__________________
(١) حديث العاص مع خباب أخرجه البخاري في التفسير ٨ / ٤٢٩ ، وفي البيوع ، ومسلم في صفات المنافقين برقم ٢٧٩٥ ، والنسائي في تفسيره ٢ / ٣٧ ، والترمذي في التفسير برقم ٣١٦٢ ، وابن جرير ١٦ / ١٢٠.