أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى (١٤) كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨)
____________________________________
(٩) (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى) يعني : أبا جهل.
(١٠) (عَبْداً إِذا صَلَّى) وذلك أنّه قال : لئن رأيت محمدا يصلي لأطأنّ على رقبته ، ومعنى : أرأيت هاهنا تعجّب ، وكذلك قوله :
(١١) (أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى). (أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى).
(١٣) (أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى). والمعنى : أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلّى وهو على الهدى آمر بالتّقوى ، والنّاهي كاذب متولّ عن الذّكرى ، أي : فما أعجب من ذا!
(١٤) (أَلَمْ يَعْلَمْ) أبو جهل (بِأَنَّ اللهَ يَرى) أي : يراه ويعلم ما يفعله.
(١٥) (كَلَّا) ردع وزجر (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ) عمّا هو عليه من الكفر ومعاداة النبيّ صلىاللهعليهوسلم (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ) لنجرّن بناصيته إلى النّار ، ثمّ وصف ناصيته ، فقال :
(١٦) (ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) وتأويلها : صاحبها كاذب خاطئ.
(١٧) (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) فليستعن بأهل مجلسه ، وذلك أنّه قال لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : لأملأنّ عليك هذا الوادي خيلا جردا ، ورجالا مردا ، فقال الله تعالى : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ).
(١٨) (سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ) وهم الملائكة الغلاظ الشّداد. قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لو دعا ناديه لأخذته الزّبانية عيانا (١).
__________________
(١) عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصلي ، فجاء أبو جهل ، فقال : ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك عن هذا؟ فانصرف النبيّ صلىاللهعليهوسلم فزبره ، فقال أبو جهل : إنّك لتعلم ما بها ناد أكثر مني ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ* سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ). قال ابن عباس : والله لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله. أخرجه الترمذي في التفسير برقم ٣٣٤٦ ؛ وقال : حسن غريب صحيح ، وبمعناه أخرجه مسلم في صفات المنافقين برقم ٢٧٩٧.