فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (٧) أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ (٨)
____________________________________
ردّ إلى أرذل العمر كتب له مثل أجره إذا كان يعمل (١) ، بخلاف الكافر ، فذلك قوله : (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) أي : غير مقطوع. وقيل : معنى : (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) : إلى النّار ، يعني : الكافر ، ثمّ استثنى المؤمنين ، فقال : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) وهذا القول أظهر ، ثمّ قال توبيخا للكافر :
(٧) (فَما يُكَذِّبُكَ) أيّها الإنسان (بَعْدُ) هذه الحجّة (بِالدِّينِ) بالحساب والجزاء ، ومعنى : ما يكذّبك : ما الذي يجعلك مكذّبا بالدّين. وقيل : إنّ هذا خطاب للنبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فما الذي يكذّبك يا محمد بعد ما تبيّن من قدرتنا على خلق الإنسان ، وظهر من حجّتنا ، كأنّه قال : فمن يقدر على تكذيبك بالثّواب والعقاب.
(٨) (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) في جميع ما خلق وصنع ، وكلّ ذلك دالّ على علمه وحكمته [جلّ جلاله ، وتقدّست أسماؤه ، ولا إله غيره](٢).
* * *
__________________
(١) وهذا قول ابن عباس في الآية. أخرجه ابن أبي حاتم. انظر : الدر المنثور ٨ / ٥٥٨.
(٢) زيادة من ظا.