نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (٣٢) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٣) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤) وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٣٥) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٦) وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (٣٧) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ (٣٨)
____________________________________
(٣٢) (نُزُلاً) أي : جعل الله ذلك رزقا لهم مهيّئا.
(٣٣) (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ ...) الآية. قيل : هو رسول الله صلىاللهعليهوسلم ؛ لأنّه دعا إلى توحيد الله. وقيل : إنّها نزلت في المؤذّنين.
(٣٤) (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ) «لا» زائدة. (ادْفَعْ) السّيئة (بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) كالغضب يدفع بالصّبر ، والجهل بالحلم ، والإساءة بالعفو (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ) يصير لك كأنّه صديق قريب إذا فعلت ذلك.
(٣٥) (وَما يُلَقَّاها) أي : ما يلقّى هذه الخصلة (إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا) بكظم الغيظ واحتمال الأذى (وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) وهو الجنّة.
(٣٦) (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ) أي : إن صرفك عن الاحتمال نزغ الشّيطان (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) من شرّه وامض على حلمك.
(٣٧) (وَمِنْ آياتِهِ) علاماته التي تدلّ على أنّه واحد (اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ...) الآية.
(٣٨) (فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا) أي : الكفّار. يقول : إن استكبروا عن السّجود لله (فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ) وهم الملائكة (يُسَبِّحُونَ لَهُ) يصلّون له (بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ) لا يملّون.