وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً (١٩) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً (٢٠) وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً (٢١) سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ
____________________________________
المدينة وشراء الطّعام حتى لا يطّلع عليه أحد (وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ) ولا يخبرنّ بكم ولا بمكانكم (أَحَداً).
(٢٠) (إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ) يطّلعوا ويشرفوا عليكم (يَرْجُمُوكُمْ) يقتلوكم (أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ) يردّوكم إلى دينهم (وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً) لن تسعدوا في الدّنيا ولا في الآخرة إن رجعتم إلى دينهم.
(٢١) (وَكَذلِكَ) وكما بعثناهم وأنمناهم (أَعْثَرْنا) أطلعنا (عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا) ليعلم القوم الذين كانوا في ذلك الوقت (أَنَّ وَعْدَ اللهِ) بالثّواب والعقاب (حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ) القيامة (لا رَيْبَ فِيها) لا شكّ فيها ، وذلك أنّهم يستدلّون بقصّتهم على صحّة أمر البعث (إِذْ يَتَنازَعُونَ) أي : اذكر يا محمد إذ يتنازع أهل ذلك الزّمان أمر أصحاب الكهف (بَيْنَهُمْ) وذلك أنّهم كانوا يختلفون في مدّة مكثهم وفي عددهم. وقيل : تنازعوا فقال المؤمنون : نبني عندهم مسجدا ، وقال الكافرون : نحوّط عليهم حائطا. يدلّ على هذا قوله : (ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً) استروهم عن النّاس ببناء حولهم ، وقوله : (رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ) يدلّ على أنّه وقع تنازع في عدّتهم. (قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ) وهم المؤمنون ، وكانوا غالبين في ذلك الوقت. (لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) فذكر في القصّة أنّه جعل على باب الكهف مسجد يصلّى فيه.
(٢٢) (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ ...) الآية. أخبر الله تعالى عن تنازع يجري في عدّة أصحاب الكهف ، فجرى ذلك بالمدينة حين قدم وفد نصارى نجران ، فجرى ذكر أصحاب