وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (٥٣) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً (٥٤) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً (٥٥) وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (٥٦) قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (٥٧) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً (٥٨) الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً (٥٩) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وَزادَهُمْ نُفُوراً (٦٠)
____________________________________
(٥٣) (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) خلطهما (هذا عَذْبٌ فُراتٌ) شديد العذوبة (وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ) شديد الملوحة (وَجَعَلَ بَيْنَهُما) بين العذب والمالح (بَرْزَخاً) حاجزا من قدرته حتى لا يختلط أحدهما بالآخر (وَحِجْراً مَحْجُوراً) حراما محرّما أن يغلب أحدهما صاحبه.
(٥٤) (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ) النّطفة (بَشَراً) آدميا (فَجَعَلَهُ نَسَباً) لا يحلّ تزوّجه (وَصِهْراً) يحلّ تزوّجه ، كابنة العمّ والخال ، وابنهما (وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) قادرا على ما يشاء. وقوله :
(٥٥) (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) معينا للشّيطان على معصية الله سبحانه.
(٥٧) (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) على تبليغ الرّسالة والوحي (مِنْ أَجْرٍ) فيقولون : إنّه يطلب أموالنا (إِلَّا مَنْ شاءَ) لكن من شاء (أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) بإنفاق ماله ، وقوله :
(٥٩) (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) فاسأل أيّها الإنسان الذي لا تعلم صفته خبيرا يخبرك بصفاته.
(٦٠) (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ) لهؤلاء المشركين : (اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ) وهو اسم الله سبحانه ، كانوا لا يعرفونه لذلك قالوا : (وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا) أنت يا محمد (وَزادَهُمْ) قول القائل لهم : اسجدوا للرّحمن (نُفُوراً) عن الإيمان.