هُمْ لَها عامِلُونَ (٦٣) حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ (٦٤) لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ (٦٥) قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ (٦٦) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ (٦٧) أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (٦٨) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٦٩) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (٧٠)
____________________________________
ذكرهم (هُمْ لَها عامِلُونَ).
(٦٤) (حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ) رؤساءهم وأغنياءهم (بِالْعَذابِ) بالقحط والجوع سبع سنين (إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ) يضجّون ويجزعون ، ونقول لهم :
(٦٥) (لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ) لا تمنعون ، ولا ينفعكم جزعكم.
(٦٦) (قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) يعني : القرآن (فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) على أدباركم (تَنْكِصُونَ) ترجعون القهقرى مكذّبين به.
(٦٧) (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ) أي : بالحرم ، تقولون : لا يظهر علينا أحد ؛ لأنّا أهل الحرم (سامِراً) سمّارا باللّيل (تَهْجُرُونَ)(١) تهذون وتقولون الهجر من سبّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم.
(٦٨) (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) يتدبّروا القرآن ، فيقفوا على صدقك (أَمْ جاءَهُمْ) بل أجاءهم (ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ) يريد : إنّ إنزال الكتاب قد كان قبل هذا ، فليس إنزال الكتاب عليك ببديع ينكرونه.
(٦٩) (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ) الذي نشأ فيما بينهم وعرفوه بالصّدق.
(٧٠) (أَمْ يَقُولُونَ) بل أيقولون (بِهِ جِنَّةٌ) جنون (بَلْ جاءَهُمْ) ليس الأمر كما يقولون ، بل جاءهم الرّسول (بِالْحَقِ) بالقرآن من عند الله.
__________________
(١) قرأ «تهجرون» بضم التاء وكسر الجيم نافع ، من : أهجر إهجارا ، أي : أفحش في منطقه ، والباقون «تَهْجُرُونَ» بفتح التاء وضم الجيم ؛ إمّا من الهجر بسكون الجيم ، وهو القطع والصدّ ؛ أو الهجر بفتحها ، وهو الهذيان. الإتحاف ص ٣١٩.