وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (٨) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ (٩) أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١١) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (١٤) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ (١٦) وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ (١٧)
____________________________________
(٨) (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ) ما ائتمنوا عليه من أمر الدّين والدّنيا (وَعَهْدِهِمْ راعُونَ) وحلفهم الذي يوجد عليهم راعون ، يرعون ذلك ويقومون بإتمامه.
(٩) (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ) بأدائها في مواقيتها.
(١٠) (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ) ثمّ ذكر ما يرثون فقال :
(١١) (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ) وذلك أنّ الله تعالى جعل لكلّ امرئ بيتا في الجنّة ، فمن عمل عمل أهل الجنّة ورث بيته في الجنّة ، والفردوس خير الجنان.
(١٢) (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) ابن آدم (مِنْ سُلالَةٍ) من ماء سلّ واستخرج من ظهر آدم ، وكان آدم عليهالسلام خلق من طين.
(١٣) (ثُمَّ جَعَلْناهُ) جعلنا الإنسان (نُطْفَةً) في أوّل بدوّ خلقه (فِي قَرارٍ مَكِينٍ) يعني : الرّحم. وقوله :
(١٤) (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) قيل : يريد الذّكورية والأنوثيّة. وقيل : يعني : نفخ الرّوح. وقيل : نبات الشّعر والأسنان (فَتَبارَكَ اللهُ) استحقّ التّعظيم والثّناء بدوام بقائه (أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) المصوّرين والمقدّرين.
(١٧) (وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ) سبع سماوات ، كلّ سماء طريقة (وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ) عمّن خلقنا من الخلق كلّهم.