أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (١٠٠) تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ (١٠١) وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ (١٠٢) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَظَلَمُوا بِها فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٠٣) وَقالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠٤) حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
____________________________________
(أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ) عذّبناهم (بِذُنُوبِهِمْ) ثمّ (نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ) حتى يموتوا على الكفر ، فيدخلوا النّار ، والمعنى : ألم يعلموا أنّا لو نشاء فعلنا ذلك.
(١٠١) (تِلْكَ الْقُرى) التي أهلكت أهلها (نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها) نتلو عليك من أخبارها ، كيف أهلكت (وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) يعني : الذين أرسلوا إليهم (فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ) فما كان أولئك الكفّار ليؤمنوا عند إرسال الرّسل بما كذّبوا يوم أخذ ميثاقهم ، فأقرّوا بلسانهم وأضمروا التّكذيب (كَذلِكَ) أي : مثل ذلك الذي طبع الله على قلوب كفّار الأمم (يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ) الذين كتب عليهم ألّا يؤمنوا أبدا.
(١٠٢) (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ) يعني : الوفاء بالعهد الذي عاهدهم يوم الميثاق.
(١٠٣) (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ) الأنبياء الذين جرى ذكرهم (مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَظَلَمُوا بِها) فجحدوا بها وكذّبوا (فَانْظُرْ) بعين قلبك (كَيْفَ كانَ) عاقبتهم ، وكيف فعلنا بهم ، وقوله :
(١٠٥) (حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ) أي : أنا حقيق بأن لا أقول (عَلَى اللهِ إِلَّا) ما هو (الْحَقَ) وهو أنّه واحد لا شريك له (قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) [أي : بأمر من