قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (٦٥) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (٦٦) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ
____________________________________
ينجّيهم ، ثمّ هم يشركون معه الأصنام التي قد علموا أنّها من صنعتهم ، وأنّها لا تضرّ ولا تنفع. والكرب أشدّ الغمّ ، ثمّ أخبر أنّه قادر على تعذيبهم ، فقال :
(٦٥) (قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ) كالصّيحة ، والحجارة ، والماء (١)(أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) كالخسف والزّلزلة (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) يخلطكم فرقا بأن يبثّ فيكم الأهواء المختلفة ، فتخالفون وتقاتلون ، وهو معنى قوله : (وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ. انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ) نبيّن لهم (الْآياتِ) في القرآن (لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) لكي يعلموا.
(٦٦) (وَكَذَّبَ بِهِ) بالقرآن (قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) [بمسلّط](٢) أي : إنّما أدعوكم إلى الله ، ولم أومر بحربكم ، ولا أخذكم بالإيمان ، وهذا منسوخ بآية القتال (٣).
(٦٧) (لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ) لكلّ خبر يخبره الله وقت ومكان يقع فيه من غير خلف
__________________
(١) عن جابر رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية : (قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ) ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أعوذ بوجهك. قال : (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) قال : أعوذ بوجهك. (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هذا أهون ، أو هذا أيسر. أخرجه البخاري في التفسير. فتح الباري ٨ / ٢٩١ ؛ ومسلم في الإيمان برقم ١٢٤ ؛ والنسائي في تفسيره ١ / ٤٧٤ ؛ والترمذي في التفسير. العارضة ١١ / ١٨٦.
(٢) زيادة من ظ.
(٣) قال مكي القيسي : قال ابن عباس : نسخ هذا آية السيف :(فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ). [التوبة : ٥]. وفي الرواية عنه بذلك ضعف ، ولا يحسن نسخ هذا ؛ لأنّه خبر ، إنّما أمر الله أن يخبر عن نفسه بذلك ، لم يأمره ألا يكون عليهم وكيلا فنسخ ذلك. الإيضاح لناسخ القرآن ص ٢٨١.