يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ (٥٢) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ (٥٣) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٥٤)
____________________________________
(يَقُولُونَ : نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دَائِرَةٌ) أي : يدور الأمر عن حاله التي يكون عليها. يعنون : الجدب فتنقطع عنا الميرة والقرض (فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ) يعني : لمحمد على جميع من خالفه (أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ) بقتل المنافقين ، وهتك سترهم (فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ) يعني : أهل النّفاق على ما أضمروا من ولاية اليهود ، ودسّ الأخبار إليهم (نادِمِينَ).
(٥٣) (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا) المؤمنون إذا هتك الله ستر المنافقين : (أَهؤُلاءِ) يعنون : المنافقين (الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) حلفوا بأغلظ الأيمان (إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ) إنّهم مؤمنون وأعوانكم على من خالفكم (حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) بطل كلّ خير عملوه بكفرهم (فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ) صاروا إلى النّار ، وورث المؤمنون منازلهم من الجنّة.
(٥٤) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ) علم الله تعالى أنّ قوما يرجعون عن الإسلام بعد موت نبيّهم صلىاللهعليهوسلم ، فأخبرهم تعالى أنّه س (يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) وهم أبو بكر رضي الله عنه وأصحابه الذين قاتلوا أهل الرّدة (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) كالولد لوالده ، والعبد لسيّده (أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) غلاظ عليهم ، كالسّبع على فريسته (يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) كالمنافقين الذين كانوا يرقبون الكافرين ، ويخافون لومهم في نصرة الدّين (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ) أي : محبّتهم لله عزوجل ، ولين جانبهم للمسلمين ، وشدّتهم على الكفّار بفضل من الله عليهم.