اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللهِ وَكانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ (٤٤) وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٤٥) وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ
____________________________________
اسْتُحْفِظُوا) استرعوا [أي : بما كلّفوا حفظه من كتاب الله. وقيل : العمل بما فيه ، وذلك حفظه](١). (مِنْ كِتابِ اللهِ وَكانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ) أنّه من عند الله ، ثمّ خاطب اليهود فقال : (فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ) في إظهار صفة محمّد صلىاللهعليهوسلم والرّجم (وَاخْشَوْنِ) في كتمان ذلك (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي) بأحكامي وفرائضي (ثَمَناً قَلِيلاً) يريد : متاع الدّنيا (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) نزلت في من غيّر حكم الله من اليهود ، وليس في أهل الإسلام منها ومن اللتين بعدها شيء.
(٤٥) (وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها) وفرضنا عليهم في التّوراة (أَنَّ النَّفْسَ) تقتل (بِالنَّفْسِ ، وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ ...) الآية. كلّ شخصين جرى القصاص بينهما في النّفس جرى القصاص بينهما في جميع الأعضاء والأطراف إذا تماثلا في السّلامة ، وقوله : (وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ) في كلّ ما يمكن أن يقتصّ فيه ، مثل الشّفتين ، والذّكر ، والأنثيين ، والأليتين ، والقدمين ، واليدين ، وهذا تعميم بعد التّفصيل بقوله : (وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ). (فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ) من عفا وترك القصاص فهو مغفرة له عند الله ، وثواب عظيم.
(٤٦) (وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى) أي : جعلناه يقفو آثار النّبيّين. يعني : بعثناه بعدهم على آثارهم (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ) يصدّق أحكامها ويدعو إليها
__________________
(١) زيادة من ظ.