بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً (٨٤) مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً (٨٥) وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً (٨٦) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً (٨٧) فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ
____________________________________
ويمنع (بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا) شدّتهم وشوكتهم (وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً) عذابا (وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً) عقوبة.
(٨٥) (مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً) هي كلّ شفاعة تجوز في الدّين (يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها) كان له فيها أجر (وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً) أي : ما لا يجوز في الدين أن يشفع فيه (يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها) أي : نصيب من الوزر والإثم (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً) مقتدرا.
(٨٦) (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ) أي : إذا سلّم عليكم بسلام (فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها) أي : أجيبوا بزيادة على التحيّة إذا كان المسلّم من أهل الإسلام (أَوْ رُدُّوها) إذا كان من أهل الكتاب. [فقولوا : عليكم ، ولا تزيدوا على ذلك](١). (إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً) [حفيظا](٢) مجازيا.
(٨٧) (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ) أي : والله ليجمعنّكم في القبور (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ) [لا شكّ فيه] (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً) أي : قولا وخبرا. يريد : أنّه لا خلف لوعده.
(٨٨) (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ) نزلت (٣) في قوم قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة فأقاموا ما شاء الله ، ثمّ قالوا : إنّا اجتوينا المدينة ، فأذن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لهم أن
__________________
(١) زيادة من ظ.
(٢) زيادة من ظ.
(٣) أخرج هذا البخاري في التفسير. فتح الباري ٨ / ٢٥٦ ؛ ومسلم برقم ١٣٨٤ ؛ وأحمد ٥ / ١٨٤ ؛ والنسائي في تفسيره ١ / ٣٩٥.