قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً (٧٨) ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً (٧٩) مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (٨٠) وَيَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٨١)
____________________________________
فقالوا : ما رأينا أعظم شؤما من هذا ، نقصت ثمارنا ، وغلت أسعارنا منذ قدم علينا ، فقال الله تعالى : (قُلْ كُلٌ) أي : الخصب والجدب (مِنْ عِنْدِ اللهِ) من قبل الله (فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) لا يفهمون القرآن.
(٧٩) (ما أَصابَكَ) يا ابن آدم (مِنْ حَسَنَةٍ) فتح وغنيمة وخصب فمن تفضّل الله (وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ) من جدب وهزيمة وأمر تكرهه (فَمِنْ نَفْسِكَ) فبذنبك يا ابن آدم (وَأَرْسَلْناكَ) يا محمد (لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) على رسالتك.
(٨٠) (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) يعني : إنّ طاعتكم لمحمد طاعة لله (وَمَنْ تَوَلَّى) أعرض عن طاعته (فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) أي : حافظا لهم من المعاصي حتى لا تقع ، أي : ليس عليك بأس لتولّيه ؛ لأنّك لم ترسل عليهم حفيظا من المعاصي.
(٨١) (وَيَقُولُونَ) أي : المنافقون (طاعَةٌ) أي : طاعة لأمرك (فَإِذا بَرَزُوا) خرجوا (مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ) قدّر وأضمر (طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ) لك من الطّاعة أي : أضمروا خلاف ما أظهروا ، وقدّروا ليلا خلاف ما أعطوك نهارا (وَاللهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ) أي : يحفظ عليهم ليجازوا به (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) أي : فاصفح عنهم ، وذلك أنه نهي عن قتل المنافقين في ابتداء الإسلام ، ثمّ نسخ (١) ذلك بقوله : (جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ)(٢).
__________________
(١) انظر : الناسخ والمنسوخ لهبة الله ص ٣٧.
(٢) سورة التوبة : الآية ٧٣.