الْمُؤْمِناتِ فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ وَاللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٥) يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٢٦) وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ
____________________________________
(الْمُؤْمِناتِ فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) أي : فليتزوّج ممّا ملكت أيمانكم. يعني : جارية غيره (مِنْ فَتَياتِكُمُ) أي : مملوكاتكم (الْمُؤْمِناتِ وَاللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ) أي : اعملوا على الظّاهر في الإيمان ؛ فإنّكم متعبّدون بما ظهر ، والله يتولّى السّرائر (بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) أي : دينكم واحد ، فأنتم متساوون من هذه الجهة ، فمتى وقع لأحدكم الضّرورة جاز له تزوّج الأمة (فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَ) أي : اخطبوهنّ إلى ساداتهنّ (وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَ) مهورهنّ (بِالْمَعْرُوفِ) من غير مطل وضرار (مُحْصَناتٍ) عفائف (غَيْرَ مُسافِحاتٍ) غير زوان علانية (وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ) زوان سرّا (فَإِذا أُحْصِنَ) تزوّجن (فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ) بزنا (فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ) الأبكار الحرائر (مِنَ الْعَذابِ) أي : الحدّ. (ذلِكَ) أي : ذلك النّكاح نكاح الأمة (لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ) أي : خاف أن تحمله شدّة الغلمة على الزّنا ، فيلقى العنت ، أي : الحدّ في الدّنيا ، والعذاب في الآخرة. أباح الله نكاح الأمة بشرطين : أحدهما : عدم الطّول ، الثاني : خوف العنت. ثمّ قال : (وَأَنْ تَصْبِرُوا) أي : عن نكاح الإماء (خَيْرٌ لَكُمْ) لئلا يصير الولد عبدا.
(٢٦) (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ) شرائع دينكم ، ومصالح أمركم (وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) دين إبراهيم وإسماعيل عليهماالسلام ، وهو دين الحنيفيّة (وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ) يرجع بكم عن معصيته التي كنتم عليها إلى طاعته.
(٢٧) (وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) أي : يخرجكم من كلّ ما يكره إلى ما يحبّ