جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ (١٥٨) إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (١٥٩) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٦٠) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٦١) خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (١٦٢)
____________________________________
جُناحَ عَلَيْهِ) فلا إثم عليه (أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) بالجبلين ، وذلك أنّ أهل الجاهليّة كانوا يطوفون بينهما وعليهما صنمان يمسحونهما ، فكره المسلمون الطّواف بينهما ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (١). (وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً) فعل غير المفترض عليه من طواف ، وصلاة ، وزكاة ، وطاعة (فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ) مجاز له بعمله (عَلِيمٌ) بنيّته.
(١٥٩) (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا) يعني : علماء اليهود (مِنَ الْبَيِّناتِ) من الرّجم والحدود والأحكام (وَالْهُدى) أمر محمّد صلىاللهعليهوسلم ونعته (مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ) لبني إسرائيل (فِي الْكِتابِ) في التّوراة (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) كلّ شيء إلّا الجنّ والإنس.
(١٦٠) (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) رجعوا من بعد الكتمان (وَأَصْلَحُوا) السّريرة (وَبَيَّنُوا) صفة محمّد صلىاللهعليهوسلم (فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ) أعود عليهم بالمغفرة.
(١٦١) (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) يعني : المؤمنين.
(١٦٢) (خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) أي : ولا هم يمهلون للرّجعة والتّوبة والمعذرة ، إذ قد زال التّكليف.
__________________
(١) أخرج ذلك البخاري في التفسير. فتح الباري ٨ / ١٧٦ ؛ ومسلم برقم ١٢٧٧ ؛ ومالك في الموطأ ١ / ٣٧٣ ؛ والنسائي في التفسير ١ / ١٩٩ ؛ والبيهقي في السنن ٥ / ٩٦.