فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (٦٤) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (٦٥) فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٦٦) وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (٦٧) قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ (٦٨)
____________________________________
(فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) بتأخير العذاب عنكم (لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ) الهالكين في العذاب.
(٦٥) (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ) عرفتم حال (الَّذِينَ اعْتَدَوْا) جاوزوا ما حدّ لهم من ترك الصّيد في السّبت (فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا) بتكويننا إيّاكم (قِرَدَةً خاسِئِينَ) مطرودين مبعدين.
(٦٦) (فَجَعَلْناها) أي : تلك العقوبة والمسخة (نَكالاً) عبرة (لِما بَيْنَ يَدَيْها) للأمم التي ترى الفرقة الممسوخة (وَما خَلْفَها) من الأمم التي تأتي بعدها (وَمَوْعِظَةً) عبرة (لِلْمُتَّقِينَ) للمؤمنين [الذين يتقون](١) من هذه الأمّة.
(٦٧) (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) وذلك أنّه وجد قتيل في بني إسرائيل ولم يدروا قاتله ، فسألوا موسى عليهالسلام أن يدعو الله تعالى ليبيّن لهم ذلك ، فسأل موسى ربّه فأمرهم بذبح بقرة ، فقال لهم موسى عليهالسلام : إنّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة (قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً) أتستهزئ بنا حين نسألك عن القتيل فتأمرنا بذبح البقرة؟! (قالَ أَعُوذُ بِاللهِ) أمتنع به أن أكون من المستهزئين بالمؤمنين ، فلمّا علموا أنّ ذلك عزم من الله عزوجل سألوه الوصف ، فقالوا :
(٦٨) (ادْعُ لَنا رَبَّكَ) أي : سله بدعائك إيّاه يبين ما هي ما تلك البقرة ، وكيف هي ، وكم سنّها؟ وهذا تشديد منهم على أنفسهم (قالَ إِنَّهُ يَقُولُ : إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ) مسنّة كبيرة (وَلا بِكْرٌ) فتية صغيرة (عَوانٌ) نصف بين السّنّين (فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ) [فيه تنبيه على منعهم](٢). وقوله تعالى :
__________________
(١) زيادة من ع.
(٢) زيادة من ظ.