هذه الأصول كلها موجودة جملة منها بالهيئة التركيبية الأولية التي وجدت موادها بها والبقية باقية بموادها الأصلية بلا زيادة حرف ولا نقيصة حرف ضمن المجاميع القديمة التي جمعت فيها مواد تلك الأصول مرتبة مبوبة منقحة مهذبة تسهيلا للتناول والانتفاع حيث لم يكن للأصول ترتيب خاص لأن جلها من إملاءات المجالس وجوابات المسائل النازلة المختلفة المتفرقة من أبواب الفقه والأصول كما نرى في الموجودة أعيانها اليوم ولم يرد الشيخ من قوله في الفهرس في ترجمه أحمد بن محمد بن نوح ( له كتب في الفقه على ترتيب الأصول وذكر الاختلاف فيها ) أن للأصول ترتيبا خاصا بل انما أراد أن كتبه الفقهية لم تكن مرتبة على ترتيب أبواب الفقه الذي اختاره القدماء في مجاميعهم بل كانت على نسق الأصول في عدم الترتيب ثم إن بعد جمع الأصول في المجاميع قلت الرغبات في استنساخ أعيانها لمشقة الاستفادة منها فقلت نسخها وتلفت النسخ القديمة تدريجا ، وأول تلف وقع فيها إحراق ما كان منها موجودا في مكتبة سابور بكرخ فيما أحرق من محال الكرخ عند ورد طغرل بيك أول ملوك السلجوقية إلى بغداد سنة ٤٤٨ كما ذكره في معجم البلدان بعد ما مر من كلامه وذلك كان بعد تأليف شيخ الطائفة التهذيب والاستبصار وجمعهما من تلك الأصول التي كانت مصادر لهما ثم بعد التاريخ هاجر هو من الكرخ وهبط النجف الأشرف وصيرها مركز العلوم الدينية إلى اثنتي عشرة سنة وتوفي بها سنة ٤٦٠ ، وكان أكثر تلك الأصول باقيا بالصورة الأولية إلى عصر محمد بن إدريس الحلي وقد استخرج من جملة منها ما جعله مستطرفات السرائر وحصلت جملة منها عند السيد رضي الدين علي بن طاوس المتوفى سنة ٦٦٤ كما ذكرها في كشف المحجة وينقل عنها في