الإمام جعفر الصادق عليهالسلام المتوفى سنة ١٤٨ وبعض عصر الكاظم عليهالسلام المتوفى في حبس هارون الرشيد سنة ١٨٤ إذ كان قد قبض عليه الرشيد من المدينة في سفر حجه ، فكانت فضلاء الشيعة ورواتهم في تلك السنين آمنين على أنفسهم مطمئنين متجاهرين بولاء أهل البيت عليهالسلام معروفين بذلك بين الناس ، ولم يكن للأئمة عليهالسلام مزاحم لنشر الأحكام فيحضر شيعتهم مجالسهم العامة والخاصة للاستفادة من علومهم عليهالسلام وفي تلك المدة القليلة كتبوا عن أئمتهم أكثر ما ألفوه ، وبسعيهم نشرت علوم آل محمد صلىاللهعليهوآله فشكر الله مساعيهم بسعة رحمته في العقبي وأخلد ذكرهم في الدنيا بما كتبت من تراجمهم بعد عصرهم في الكتب الرجالية القديمة مثل كتاب الرجال لعبد الله بن جبلة الكناني المتوفى سنة ٢١٩ ، ومشيخة الحسن بن محبوب المتوفى سنة ٢٢٤ ، ورجال الحسن ابن فضال المتوفى سنة ٢٢٤ ، ورجال ولده علي بن الحسن ورجال محمد بن خالد البرقي ، ورجال ولده أحمد بن محمد بن خالد الذي توفي سنة ٢٧٤ ، ورجال أحمد العقيقي المتوفى سنة ٢٨٠ ، لكنه لم تكن هذه الكتب مستوفاة كما صرح به الشيخ الطوسي في أول فهرسه ورجاله ، ولذا ضاعت تراجم كثير من مؤلفي الأصول ولم يذكر الشيخ الطوسي الا تراجم جملة ممن ذكر في حقه أن له أصلا بعضها في كتاب رجاله وأكثرها في فهرسه الذي جمع فيه المصنفين للكتب مع أصحاب الأصول كما صرح به في أوله وأما فضلاء الشيعة السابقون على هؤلاء أو اللاحقون بهم. وإن كانوا في كثرة هؤلاء أو يزيدون لكنهم كانوا بحسب المقتضيات الوقتية متسترين غالبا والأئمة عليهالسلام منزوين عنهم لا يتمكن من