نكراءَ زفّتها إليهم أيادي الفتك والغدر التي هامت فلم ترعوي في سقوط حجاج بيت الله الحرام ومنى ضحاياً وقتلى ، أتُرى جدِّلوا على رمضائها شهداء ختلا؟! أم إنّها أكفّ سوء دبّرت أمرا ، فملأت القلوب كمداً وذعراً ، من حيث أُزهقت أرواح حجيج البيت الحرام صبراً.
فماذا عدا ممّا بدا؟!! وأيّ رشاد اتّبعوه وأيّ هدى ، وبأيّ حجّة سيلاقون ربّهم (يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوْبُ لَدَى الحَنَاجِرِ كَاظِمِيْنَ مَا لِلظّالِمِيْنَ مِنْ حَمِيْم وَلاَ شَفِيْع يُطَاعُ) وأيّ منطق علّقوه على أستار الكعبة المشرّفة ، وأيّ رسالة شيّدوها لنبيّ الرحمة في قتل الأبرياء من شباب وشيوخ وأطفال رضّع ونساء ، إنّه لشرّ صنيع وبلاء ، وأبشع مكر ودهاء ، وأتعس غدر وجفاء.
فصبراً يا أنصار الله وعباده فإنّ العاقبة للمتّقين (وَسَيَعْلَمُ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَب يَنْقَلِبُوْنَ) وحسبنا وحسبكم ما وعده ربّ العزّة في كتابه الكريم (إنّا مِنَ المُجْرِمِيْنَ مُنْتَقِمُوْنَ) لقد عجز القلم عن البيان كما عجز اللسان ، وإنّما طأطأ إجلالا لكم علّه أن يؤازركم ببعض الكلمات قائلا : (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرِبِّهِمْ).