فسلم بنفسه وقُتل من تقدّمه في القوافل الأخر»(١).
إنّ هذه العبارة تثبت بوضوح أنّهم كانوا يتّخذون من هذه الظاهرة السماوية العجيبة وسيلة إلى تحديد سنة وقوع الأحداث ، وعليه لا يمكن القول إنّ هذه الظاهرة قد تكرّرت في سنتين متقاربتين ، أي سنة (٣٢٣ للهجرة) ، وسنة (٣٢٩ للهجرة) ، وعلاوة على ما في الكتب التأريخية القريبة من عصر هذه الظاهرة تمثّل رواية غيبة الطوسي ـ بالالتفات إلى وفاة الحسين ابن روح (عام ٣٢٦ للهجرة) ـ شاهداً آخر على أنّ ظاهرة تناثر النجوم لم تحدث في عام (٣٢٩ للهجرة).
يبدو أنّه قد وقع خلط في رجال النجاشي بين تاريخ وصول عليّ بن بابويه إلى بغداد (سنة ٣٢٣ للهجرة) وتاريخ وفاته (سنة ٣٢٩ للهجرة) ، وقد سرى هذا الخلط إلى ترجمة الكليني أيضاً. ومن المحتمل أن يكون سبب هذا الخلط سهوٌ آخر نراه في موضع آخر من رجال النجاشي.
ولكن قبل أن ننقل عبارة النجاشي يجدر بنا الإشارة إلى أنّ هناك روايتان في تاريخ وفاة عليّ بن بابويه : فهناك رواية تؤرّخ وفاته بـ : (٣٢٨ للهجرة) ، بينما تذهب الرواية الأخرى إلى أنّ وفاته كانت في عام (٣٢٩ للهجرة) ، وعليه يحتمل أن يكون الخلط بين هاتين الروايتين ـ مضافاً إلى الخطأ الذي نشير إليه لاحقاً ـ قد أدّى إلى اعتبار (سنة ٣٢٩) هي (سنة تناثر النجوم).
فعبارة النجاشي التي أشرنا إليها والتي جاءت في رجاله (٢٦٢/٦٨٤)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) غيبة الطوسي ، ص ٢٧٠/٣٢٢.