قومهِ ، وكتبَوا
وشاية عند السلطان العثماني بزعمِ تحوُّلهِ إِلى المذهبِ الشِّيعىِّ! ، ونتيجة
لذلكَ صار «بعد ذلك يزور المشاهد ولكنْ على قلَّة ، ولا يشدُّ الرّحالَ إِليها
إلاّ بإظهار حاجة أو علَّة» ـ ثُمَّ نُقِلَ هذا الوالي من بغداد إلى مَحَلِّ ولايتهِ
الأَوَّلِ وَهي ديار بكر ، وجاء بَعدَهُ الوالي حسن رفيق باشا ، وكان من
المقرَّبين إلى السُّلطانِ عبد الحميد ، وحَدَثَتْ بينَهُ وبينَ الشَّيخِ علىّ
منافرةٌ ، فاقتضت الأحوالُ وساعدتِ الظروفُ على سفر الشيخ إلى إسلامبول لمقابلة
السلطان سنة (١٣٠٩هـ) ، واجتمع بهِ أكثر من مرَّة ، ثمَّ ذَهَبَ إِلى الحَجِّ ،
وسَافرَ إِلى القُدس ، ثُمَّ كانتْ رحلتهُ الثانية إلى الآستانة التي امتدَّتْ
أربعَةَ أَعوَام ، وحينما كانَ هناكَ عَثَرَ على مَخطُوطِ (شرح أبي تمّام على
هِجَاءِ جرير والأخطل) ، وقد كان بخطِّ مغربىّ قَدِيم ومُعَمَّى ، فَعكفَ على
قِرَاءَتِهِ وتَفَهُّمِهِ حتَّى أَتقَنَهُ ، وبَدَأَ بِنَسخِهِ ، وعندَمَا بَلَغَ
الصَّفحَةَ الأَخيرة وإذا بجلواز السُّلطانِ عبد الحميد الثاني يبلغهُ بِكلِّ عُنف
لزوم حضورهِ حالا إلى البابِ العالي ـ متَّهماً إِيَّاهُ بالتَّواطؤ مع أبي
الهُدَى الصيّادىّ في تدبير مؤامرة سياسيَّة ـ لكنَّ الشَّيخَ عليّاً رَفَضَ
ذلك ، وقال بإصرار : (هيهاتَ! لا أُلبِّي الطلبَ قَبلَ أنْ أُتِمَّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ