العسكري في مفتتح كتابه يقول فيها :
«إنّه يجب على كلّ من يريد أن يقف على حقيقة الإسلام في مستهلِّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا بعض ما قاله شاعر الإسلام في عليّ رضیاللهعنه ، وما رمته به عائشة ، وقد خاطبها عليّ رضیاللهعنه في كتاب أرسله إليها وإلى طلحة والزبير أثناء وقعة الجمل ، لو أنّها عقلته وتدبّرته لاشتدّ ندمها ولاستغفرت الله ممّا أجترحت وإن كان الظنّ أنّ الله لا يغفر لها.
قال رضیاللهعنه :
وَأمّا أنت يا عائشة فإنّك خرجت من بيتك عاصيةً للّه ولرسوله تطلبين أمراً كان عنك موضوعاً ، ثمَّ تزعمين أنّك تريدين الإصلاح بين المسلمين فخبّريني ما للنساء وَقَوْد الجيوش؟ والبروز للرجال؟ والوقوع بين أهل القبلة ، وسفك الدماء المحترمة؟ ثمَّ إنّك على زعمك طلبت دم عثمان ، وما أنت وذاك؟ وعثمان رجل من بني أميّة وأنت من تيم؟ ثمَّ إنّك بالأمس تقولين في ملاء من أصحاب رسول الله : اقتلوا نعثلاً فقد كفر!
ثمَّ تطلبين اليوم بدمه! فاتّقي الله وارجعي إلى بيتك وأسبلي عليك سترك والسلام.
هذه لمعة خاطفة ممّا حواه كتاب (أحاديث عائشة) ولو نحن ذهبنا نبيّن ما فصّله هذا العالم المحقّق في كتابه هذا ممّا أوفى به على الغاية ، ولم نر مثله من قبل لغيره ؛ لاحتجنا إلى كتاب برأسه...
وإذا كان لابدَّ من كلمة نختم بها قولنا هذا الموجز فإنّا نقول مخلصين : إنّه يجب على كلّ من يريد أن يقف على حقيقة الإسلام في مستهلّ تاريخه إلى بيعة يزيد فليقرأ كتابَيْ هذا العلاّمة : (عبدالله بن سبأ ، وأحاديث عائشة) وليتدبَّر ما جاء فيهما ، فإنّ فيهما القول الفصل.
أمّا ما نرجوه من العلاّمة مؤلّفهما فهو أن يغذّ السير في هذا الطريق الذي اختطّه حتّى يتمّ ما أخذ نفسه به. والله ندعو أن يكتب له التوفيق ، والسداد في عمله ، إنّه سميع الدعاء.
محمود أبو ريّة
القاهرة : عن جيزة الفسطاط ليلة الجمعة
١٨ رمضان المبارك ١٣٨١ هـ ـ.الموافق ٢٣ فبراير ١٩٦٢ م