المفسّرين.
وجاء عصر التدوين ـ تدوين الحديث ـ فبدأت
مرحلة جديدة في علم التفسير شهدت ظهور كتب التفسير الكبيرة منفصلة عن كتب الحديث ،
فأصبح علماً قائماً بنفسه ووضع التفسير لكلّ آية من القرآن على حسب ترتيب المصحف ،
وأبرز كتب التفسير في هذه المرحلة : تفسير محمّد بن جرير الطبري (ت٣١٠هـ) الذي اشتهر
بأنّه أبرز ممثّلي منهج التفسير بالمأثور ، فقد ذكر الأقوال ، ثمّ وجّهها ، ورجّح بعضها
على بعض ، وزاد على ذلك الإعراب إن دعت الحاجة اليه ، كما استنبط الأحكام التي تؤخذ
من الآيات».
وقد بلغت مدرسة التفسير بالأثر لدى الجمهور
ذروتها على يده وكان «حافظاً للقرآن بصيراً بالسنن ، فقيهاً بالأحكام».
«أمّا للإمامية فقد انتهى إلى القرن الرابع
كتب كثيرة غالبها من التفسير بالأثر ، منها : تفسير سعيد بن جبير التابعي (ت٦٤هـ) وتفسير
إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي (ت١٢٧هـ) وله كتاب أمثل التفاسير
، وتفسير محمّد بن السائب ابن الكلبي ، وليس لأحد تفسير أطول منه ولا أشبع ... ، وتفسير
جابر بن يزيد الجعفي (ت١٢٧هـ) والحسن بن خالد البرقي ، له كتب في التفسير منها تفسيره
الكبير البالغ (١٢٠) مجلّداً من إملاء الإمام العسكري عليهالسلام
__________________