الأخبار والأحاديث ، وقد عمد الشريف المرتضى في اختيار الأخبار والآيات إلى ما يبدو منها في ظاهره بعض التناقض أو التعارض أو بعض الملاحظات الأدبية والغرائب اللغوية أو المسائل الكلامية ، ومن هذه المجالس استطرادات أدبية ، ومنها ما يتعلّق بأخبار الشعراء والأدباء وآثارهم وشرحها والموازنة بينهم ، وقد أخذ قسماً كبيراً من الكتاب ، وهذا الكتاب فريد في بابه ، غزير الفرائد ، جمّ الفوائد ، يجدر بالبحث والتدقيق والدراسة.
وقد أهمل ابن العتائقي الموضوعات الأدبية والتاريخية والكلامية ، فوضع مختصره هذا على قسمين : قسم في تأويل الآيات وتفسيرها ، وقد اختار سبعين آية ممّا ورد في الأمالي ، وقسم في تأويل الأخبار وشرحها ، وقد انتخب خمساً وعشرين حديثاً ، وأضاف إيضاحات قصيرة في بعض المواضع. كما قال في مقدّمته ، بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ وآله :
«فإني وقفت على كتاب (غرر الفوائد ودرر القلائد) للمولى الإمام الأعظم العالم الكامل المعظّم ، إنسان ناظر نوع الإنسان ، قطب رحاء العلوم والبرهان ، علم الهدى وبحر النُهى ، السيّد المرتضى (قدس الله روحه ونوّر ضريحه بمحمد وآله) ، فأحببت أن أجرّد ما فيه من تأويل الآيات والأخبار مع تلخيص واختصار ، وربما أضيف إلى ذلك شيئاً ممّا استفدته ، وسمّيته بـ : (غرر الغرر ودرر الدرر)».
وأمّا تاريخ تأليف الكتاب حسب ما صرّح به المؤلف فهو سنة (٧٦٧