فلا تذكروا قربى الرسول لتدفعوا |
|
منازعكم يوماً فنحن الأقاربُ(١) |
وهنا يحدو بنا البحث ويسوقنا الكلام ويأول بنا الأمر إلى ذكر جانب الفخر من شعره الثرّ وأدبه الرائق ، فإن كان الفخر عند الشعراء هو الافتخار بقوّة وبأس عشائرهم وغاراتهم على سائر القبائل وأسرها وإذلالها ، وبوقائعهم وحروبهم وأيّامهم التي تشير إلى مثل هذه النزعات ، فإنّ فخر الشريف المرتضى رضوان الله عليه إنّما جاء فخراً بمجده الأصيل وتراثه الأثيل الذي ينحدر من سلالة النبوّة ويعزو إلى علا الشجرة التي أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء حيث قال :
أيفخر قومٌ مالهم مثل مفخري |
|
وأين من النهج القويم التعسُّفُ |
ولي فوق أسماك المجرّة منزلٌ |
|
وفي موقف الزهر الكواكب موقفُ |
وقومي الأُلى لمّا توقّف معشرٌ |
|
عن الذروة العلياء لم يتوقّفوُا |
ثمّ أخذ يحلّق في سماء ذاك المجد الإلهي ذاكراً ما فضّل الله به الدوحة النبويّة ، وما خصّ الله به أجداده من نصرها في مواطن عديدة ، وتضحيتهم بمهجهم دون الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وما فضّلهم به الله والرسول من كرامة أن جعلهم من أصحاب الكساء قائلا :
لنا من قريش كلّما لنبيِّهم |
|
ومن بينهم ذاك الستارُ المسجَّفُ |
فإن مسحوا أركانه فبذكرنا |
|
ويدعو بنا إن طُوِّف المتطوِّفُ |
ونحن نصرناه بأحد وخيبر |
|
وقد فرّ عنه ناصروه فأُرجِفُوا |
__________________
(١) ديوان الشريف المرتضى : ١ / ١٨١.