فقلت لعيني عاودي النوم واهجعي
|
|
لعلّ خيالا طارقاً سيعودُ
|
ثمّ دخل أبو الحسن الحذّاء على الرضيّ وهي
في يده فاستعرضها هو : ما معه فعرضها عليه وقال الرضيّ : أين أخي من هذه الأبيات وترك
منه بيتين وأخذ القلم وكتب تحتها :
فردّت جواباً والدموع بوادرٌ
|
|
وقد آن للشَّمل المشتِّ ورودُ
|
فهيهات من ذكرى حبيب تعرّضت
|
|
لنا دون لقياه مهامه بيدُ
|
ثمّ عاد إلى المرتضى فشرح له القصّة وعرض
عليه القرطاس الذي فيه الأبيات فعجب فقال عزّ عليّ يا أخي قتله الذكاء».
فلا يخفى وكما بيّنّا سابقاً أنّ البيئة
التي احتضنت الشريف المرتضى لها السهم الكبير في إعداده ، كما أنّها تُعدّ العامل الأساسيَّ
المؤثّر على شخصيّة السيّد المرتضى رحمهالله
في إنشائه عالماً وأديباً شاعراً ، فمن مقوّمات هذه البيئة هم أساتذته الذين أنشأوه
خير منشأ ، فلو أردنا أن نذكر أبعاد شخصيّة كلّ منهم لطال بنا المقال ولخرجنا عن أصل
الحال أوبَعُدَ عنّا المنال ، ولكن ولما نقصده من شاعريّة سيّدنا المرتضى نذكر يسيراً
عن أستاذه في الأدب والشعر ، الذي احتواه منذ يفاعته واحتفّ به وغذّاه الأدب والشعر
وغرس فيه
__________________