ثالثاً : كونه عليهالسلام منصوصاً على إمامته :
والنصوص على ذلك كثيرة :
منها : قوله تعالى : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ)(١).
فقد روى جمع من الأئمّة والمفسّرين من عدّة طرق وبألفاظ متقاربة عن عليّ ، وأبي رافع ، وابن عبّاس عن عليّ ، أنّه عند نزول هذه الآية في مبدأ الدعوة الإسلامية أمر النبيّ (صلى الله عليه وآله) عليّاً أن يصنع له صاعاً من طعام ويجعل عليه رجل شاة ، وأن يعدّ عسّاً من لبن ، وأن يدعو له بني عبد المطّلب وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه ، وفيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعبّاس وأبو لهب ، فأكلوا حتّى شبعوا وبقي الطعام كما هو ، وشربوا حتّى رووا وبقي الشراب كأنّه لم يُمسّ ... ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «يا بني عبد المطلب إنّي والله ما أعلم شابّاً من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وإنّ ربّي أمرني أن أدعوكم ، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟». فأحجم القوم جميعاً غير عليّ ـ وكان أصغرهم ـ فقام وقال : أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ رسول الله برقبته ثم قال : «هذا أخي ووصيّي ، وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا«فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.
ـ وفي لفظ أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : «أنت أخي ، وصاحبي ، ووريثي ،
__________________
(١) سورة الشعراء ٢٦ : ٢١٤.