* وفي ص٣٦٢ ، من حماسيّة عمرو بن شاس الأسدي البيت الأوّل :
أرادت عراراً بالهوان ومن يُرد
|
|
عِراراً لعمري بالهوان فقد ظلم
|
أي : أرادت بعرار الهَوانَ ، فقلب.
أقول
: ومن هذا الباب ـ ولله المثل الأعلى ـ
قوله تعالى : (وآتَيْنَاه مِنَ الكُنُوزِ مَا إنّ
مَفَاتِحَهُ لَتُنُوءُ بالعُصْبَةِ أُوْلِي القُوَّة).
والأصل : أنّ العصبة تنوء بالمفاتح. قال
أبو العبّاس المبرّد في تفسير قول الفرزدق من الطويل في كتابه الكامل :
وأطلس عسال وما كان صاحباً
|
|
رفعت لناري موهناً فأتاني
|
«وقوله : رفعت لناري ، من المقلوب إنّما
أراد : رفعت له ناري ، والكلام إذا لم يدخل لبس جاز القلب للاختصار ، قال الله عزّ
وجل : (وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء
بالعصبة أولي القوّة)».
والعصبة تنوء بالمفاتيح ، أي تستقلّ بها.
* وفي ص٣٦٩ : «قال السيّد الإمام ....
يجوز أن يريد بـ : (الظلم) : الليالي الثلاثة في الشهر».
وعلّق المحقّقون ـ سلّمهم الله تعالى ـ
على كلمة (الثلاثة) بالقول : «في المخطوط : الثلاث ، من دون تاء التأنيث ، والصواب :
ما أثبتناه».
أقول
: قطعهم ـ هنا ـ بأنّ ما أثبتوه هو
الصواب ، ليس بصواب ؛ إذ يجوز في هذه الجملة تذكير العدد وتأنيثه : الليالي الثلاث
، الليالي الثلاثة.
وربّما يشتبه الأمر على بعض الدّارسين
فيحسب أنّ وصف (الليالي) بـ : (الثلاثة) مخالف للقاعدة التي توجب مخالفة العدد
للمعدود من الثلاثة إلى