الجويني وعلماء بغداد
وأعيانها ، وحشد غفير من الناس ، وأخذوه إلى الكاظمية وحفروا له قبراً في جهة أقدام
الإمامين العظيمين الكاظم والجواد فظهر سرداب ، فدفنوه فيه».
المبحث الثالث : الصلات
العلمية بين حوزة الحلّة وجبل عامل :
استمرّت حوزة الحلّة العلمية في عطائها الفكري
والثقافي ومنذ تأسيسها وإلى نهاية القرن الثامن الهجري ولمدّة ثلاثة قرون من الزمن
تقريباً ؛ استطاعت خلالها أن تثري المكتبة الإسلامية بمبتكرات البحوث الفقهية
والأُصولية والكلامية .. وأن تكون مركز الاستقطاب الأوّل لطلاّب العلوم الإسلامية والعلماء
والفضلاء من الأقطار الأُخرى ، ولا سيّما من الحواضر والبلدان الشيعية.
وقد بيّنا سابقاً كيف أنّ النجف الأشرف قد
صبّت علومها في رافد مدينة الحلّة لتشكّل بذلك حوزتها العلمية ، ثمّ تأخذ بعد ذلك طابعها
العلمي الخاصّ بها.
حيث استطاع علماء الحلّة الكبار من أمثال
المحقّق الحلّي ، والعلاّمة الحلّي ، وولده فخر المحقّقين ، وغيرهم أن يرتقوا بهذه
الحوزة إلى أوج كمالها العلمي ، لتكون مركز استقطاب لعشّاق العلم والمعرفة.
__________________